ان الانسان مخلوق هادف فحياته لا تخلو من هدف يسعى لتحقيقه وأسمى الأهداف التي يسعى اليها الانسان هي الكمال , الكمال على الصعيد المادي والمعنوي فهو ينشد الكمال لاكمال النقص الموجود فيه , فهو في حركة تكامليّة منذ نشأته حتى آخر لحظة من حياته , هذه الحركة مبنيّة على أساس رؤية كونيّة وأيدولوجيّة يتبعها الانسان لتحقيق الكمال , فمن ناحيّة هو يضع أفكار ومعتقدات يلتزم بها ومن ناحية هو يطبّق ما تمليه عليه معتقداته وأفكاره ووجب أن لا تخلو المعتقدات والسلوكيات من الحكمة التي تزن الأشياء .
ان هذه الهدفيّة في الوجود بل وهذه الرؤية الكونيّة والايدولوجيّة الانسانيّة تحتاج الى أدوات ووسائل لتحقيقها والتدوين هو أحد الوسائل الرئيسيّة في بناؤهما , فالتدوين لم يعد أداة للتسليّة والترويح عن النفس بل أصبح عنصرا أساسيا في تلاقح الأفكار والرؤى وهو الذي يكشف عن أنماط مختلفة من السلوكيات , التدوين مصداق للحوار الذي هو أساس بناء الحضارات سواء في حوارها أو صراعها .
كما لا نغفل جانب الامتداد الوجودي للانسان عند التدوين , فمهما كان الانسان منعزلا اجتماعيا فهو يرى بالتدوين سبيلا لامتداده الوجودي فهو يعرض أفكاره ومعتقداته على الخليقة كي يوسّع من نطاق وجوده المحدود .
لهذا .. أدوّن
فتأمل ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق