السبت، 10 يوليو 2010

مناقشة كتاب " وعاظ السلاطين " لــ علي الوردي








ان فكرة مناقشة الكتب التي يقرؤها الانسان تراودني كثيرا في الآونة الأخيرة ولأني مزاجي نوعا ما في القراءة , فأهتم بقراءة الكتب التي تثير تفكيري وتثير عندي كل فكرة أعتقد وأؤمن بها ايمانا شديدا كيّ لا أكون مقلدا في رؤيتي الكونيّة أو قل لكي لا أكون مقلدا في عقيدتي , فأبحث عن الكتب التي تناقش الاعتقاد الديني السائد وتحاول عرضه بوجهة نظر مختلفة عن السائدة . 

كتاب " وعاظ السلاطين " للكاتب والباحث النفسي العراقي د.علي الوردي حمل في طياته الكثير من النكات التي تثير التفكير كما حوى على ارتباطات واستنتاجات محبوكة بشكل جيّد , فالكاتب طرح أفكارا غريبة تخالف ما هو السائد في قراءة التاريخ الاسلامي ومنطلقات عجيبة في تحليله , فهو اتخذ الـ ( منطق الحديث ) كما يسميّه في تحليل المجتمع الاسلامي من مرحلة ما بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم والأول والثاني , فقد بنى نظريّة تقول بأّن المجتمع الاسلامي فيه منهجين أو جناحين متناقضين متنازعين الأول سلطنة أو مملكة الاسلام والآخر مبادئ وقيم الاسلام الاجتماعيّة , واندفع في تحليله حتى قال بأن الدولة الأمويّة وقريش من قبلها كانت ترى الدين الجديد على أنه ملك وعلى النقيض تماما أن الامام علي بن ابي طالب عليهما السلام كان يرى الدين قيم ومبادئ يدعو الى العدالة الاجتماعيّة ومن قبله النبي صلى الله عليه وآله وسلّم . 

اننا ان أردنا مناقشة الكتاب وجب أن نلتفت الى أمرين , الأول أن نناقش الكتاب مناقشة عقليّة و ( نفسيّة ) صرفة كما اعتمد الكاتب فنرد المنهج بالمنهج والأمر الآخر أن نناقش مسألة التجديد في الفكر الديني فالجمود في التفكير يؤدي الى التخلّف بالضرورة كون العالم بصيرورة دائمة ومواكبة التقدم والتطور العلمي الهائل وجب الوقوف عليه بشكل مفصّل نوعا ما . 

وفي هذه المناقشة سوف نتطرّق الى تلخيص كل مبحث من مباحث الكتاب مع مراعاة الأمرين السالفين . 

وقبل الشروع بالمناقشة نريد أن نشدّد على أمر في غاية الأهميّة وهو أن الكاتب علي الوردي طرح هذا الكتاب كفكرة تجديديّة موضوعيّة وقد يتبادر الى الذهن أن أيّ رد على هذا الكتاب بالسلب سوف يضع الراد عليه في خانة الموالين لوعاظ السلاطين وهذا أمر غير مقبول علميّا لأن الرد سيكون بشكل علمي ومتى ما كان غير ذلك يحق للقارئ القول بأن الراد على هذا الكتاب سلبا في خانة وعاظ السلاطين , ونحن هنا لا نشير الى كوننا سوف نرد على الكتاب كلّه بالسلب بل حوى الكتاب من الايجابيات الكثير وسوف نعطيه حقه في كلا الجانبين . 


ملاحظة : ان مناقشة هذا الكتاب بالذات شجعني عليها الأخ الكريم Edrak  وقد أفردها بموضوع بمنتدى الشبكة الوطنية الكويتية   كما أنه سوف يلّخص الكتاب ويناقشه وسوف نكون معه هنا وهناك والحكمة من الكتابة هنا الحريّة المطلقة فيما نكتب بعيدا عن قوانين ممكن أن تخترق حسب ما تراه الادارة وهذا لا يعني سوء استغلال للحرية بل تحسبا لأيّ سوء فهم ممكن أن يحدث . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق