الأحد، 2 أغسطس 2009

ذكرى الغزو البعثي العراقي الغاشم ..

اليوم تمر علينا ذكرى الغزو البعثي العراقي الغاشم على دولة الكويت .. اختلف الشعب الكويتي نفسه بمن يلقي عليه اللوم , على حزب البعث أم على الشعب العراقي .


وتباينت الآراء حول هذا الموضوع لكن الحق يقال بأن الحكومة العراقية البعثيّة والشعب العراقي لهما يد بالمسألة , كون من شارك بهذا الغزو الاثنين , فلا يحق لنا أن نقول أن الشعب العراقي كله برئ من غزو الكويت كذلك لا يحق لنا ان نقول ان الحكومة العراقية آنذاك لم يشارك بعضها في الغزو على دولة الكويت .. فالمسألة مرتبطة بين الكل والجزء ..


و تقول القاعدة المنطقيّة بأن الكليّة الموجبة تنقضها الجزئية السالبة , والكليّة السالبة تنقضها الجزئية الموجبة , فالمسألة مرتبطة كما قلنا .. ولنطرح المسألة على نحو استدلالي منطقي ..


 الحكومة العراقية قررت غزو دولة الكويت وصدر الأمر من رأس الحكومة المقبور صدام , فكان لزاما على جميع القيادات تنفيذ الأمر ولا يخفى على أحد أن القرارات تنفذّ طوعا وكراهية في ظل نظام دكتاتوري بعثي ..


 أما بالنسبة للشعب العراقي , فاتهام الجميع بالمشاركة بالغزو صعب مستصعب , لكن اتهام بعض الشعب العراقي بالمشاركة سهل ومنطقي , وله شواهد عدة .. لهذا أتت تسميتنا بأنها ذكرى ( الغزو البعثي العراقي ) الغاشم .


وتجدر الاشارة الى أن الشعب الكويتي اختلف بمن يلقي عليه اللوم , لكنّه لم يختلف على عدم نسيان هذه الحادثة الأليمة التي كان نتاجها وحشيّة وهمجيّة الطرف المقابل .. ونقولها صراحة أننا ( لن ننسى الغزو البعثي العراقي ) على دولة الكويت وسوف نظلّ نتوارثه جيل بعد جيل .


ربما يشكل علينا البعض بأنه كيف لن تنسوا الغزو وفي نفس الوقت لم تعايشوه وتعاصروه أو عايشتموه ولم تكونوا تعوا ما يجري حولكم في تلك الفترة ومن لم يعي لم يعايش , فيكون الجواب سهلا تارة بنحو نقضي وآخر حلي ..


 أما بالنحو النقضي فنقول أننا لم نعايش ولم نعاصر فترة بزوغ فجر الاسلام وعهد النبي صلى الله عليه واله وسلم لكننا لم ولن ننسى تلك الرسالة المحمديّة الأصيلة بل انطبقت على واقعنا ..


و أما بالنحو الحليّ فقد أدركنا أن عدم المعايشة والمعاصرة للواقع لا تعني بعدم الاحساس بما جرى في تلك الحقبة الزمانيّة .. فان كان الوعي عنصر أساسي في المعايشة والمعاصرة , فلا يختلف تحققه عند نشأة الموقف أو بعدها , بل لا تختلف آثاره سواء في حال المعاصرة أو بعدها ..


 لم ولن ننسى تلك الحقبة التاريخية .. وذلك الغزو البعثي العراقي الغاشم .. فانقشوا هذه الكلمة في أذهانكم كما هي منقوشة في أذهاننا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق