الأربعاء، 3 نوفمبر 2010

مشكلة الملحدين

يعاني المتدينين - بمخلتف أديانهم - من مشكلة مع الملحدين
فالملحد يحاكم الأديان - على اختلافها - على أساس عقله وما توصل له من خلال آليات عقله !
فمثلا لو أن ملحد توصل إلى أن الزكاة هي سرق لمال المسلمين , وذلك من خلال النظرة السلبية للزكاة
فستجده يطير فرحا بما وجده , ويأتي لكي يهين كل من يعتقد بأن الزكاة شيء جيد , دون أدنى فكرة
عن آثار الزكاة الإيجابية !
فالملحد له نظرة واحدة فقط , وهي لماذا لا تعطيني حريتي في كل شيء ولا يحكمني سوى القانون الوضعي !
إذا حتى الملحد بأن الدنيا لا تجب أن تسير دون قانون وإلا أصبحت غابة , يأكل القوي في الضعيف .
ولكنه يرفض فكرة وجود قانون ديني , لما رآه من تطبيق - فاشل برأيي - للقانون الديني في مجتمعه .
فتجده يصرخ بأعلى صوته ويتأفف ويتأوه من ويلات الظلم - حسب قوله - الواقع عليه من هذا القانون الجائر .
والحال أنه لم يعرف شيء واحد فقط !


لم يعرف كيف يحاكم الإسلام - مثلاً - ؟!
لأنه يحاكم الإسلام حسب أفعال المسلمين ولا يحاكم الإسلام كإسلام !
أوضح :
تارة أنا أقول بأن الحكومة الأمريكية فاشلة .
وكلمة الحكومة الأمريكية تشمل الناس والقوانين !
ولكنني قلت هذا الأمر لأن الظلم وقع علي من أشخاص في الحكومة الأمريكية , لذلك قلت ما قلت .


ولكن الصحيح هو القول بأن من يطبق القانون الأمريكي في الحكومة الأمريكية هو الفاشل لا النظام المتبع !
بدليل أن النظام طبق في مناطق مختلف في أمريكا وأثبت نجاحه هناك ولم يقل عنه أحد في هذه المناطق بأنه نظام فاشل !


فأين الخلل هنا ؟!


الخلل هو في جملة واحدة :


الفرق بين النظرية والتطبيق .


فالنظرية الإسلامية متكاملة من كل الجوانب ولكن الكثير ممن يطبقون هذه النظرية يطبقونها بشكل خاطئ , لذلك
يصبحون وبالا على الإسلام وعلى النظرية الإسلامية !


فهنا الخلل ... لأن الإسلام عندما يقول - مثلاً - قاتل المشركين , فهو لا يدعوا لقتال مطلق المشركين , بل يدعو لقتال من تعدى
على حقوق المسلمين منهم , لا مطلق المشركين .
لأن الإسلام دين يدعو للسلم الأهلي والتعايش المشترك , ولكن من يطبق الإسلام هو الذي يجر هذه الإتهامات على الإسلام .
فالخلل إذا عند المسلمين وليس الإسلام .


مثال آخر :


أنا أقترح وجود مدينة فاضلة ( كنظرية ) 
وهي المدينة التي يسودها الحق ويدمغ فيها الباطل 
ويكون كل الناس فيها سواسية , ولا حق لمسلم
على كافر إلا بالحق والقانون .


يأتي الملحد ويضع يده بيدي لأنه يتمنى وجود
هذه المدينة لأنها توفر له العيش الآمن .


وبعد سنوات تتهيء ظروف وجود المدينة الفاضلة 
ولكن من يطبقها يطبقها بالحديد والنار , ويطبقها بحد السيف 
فهل يستطيع هذا الملحد أن يقول بأن هذه النظرية فاشلة وغير عادلة؟!!

لا يستطيع ذلك لأنه سلم في البداية بأن مبادئ هذه النظرية سليمة 
والأسس التي يفترض أن تقوم عليها كلها جيدة ورائعة .


ولكنه سوف يشكل على من يطبق هذه النظرية !
لأنه طبقها بتعسف كبير جداً !




فالمشكلة مع الملحدين هي عدم تفرقتهم بين النظرية والتطبيق !



ولنا عودة بإذن الله لتبيين بعض الأمور التي تثبت ما ادعيناه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق