يتشدق أتباع " مذهب الطرمبة " بأن ابن تيمية هو شيخ الإسلام وأنه رد على الفرق الضالة بالعقليات والنقليات وأفحم خصومه ولم يدع لهم شبهة إلا وردها وفند
أدلتهم وأثبت مذهبه , وانتصر لدين الله ومذهب أهل السنة والجماعة .
سوف يكون هذا المقال عن إحدى سقطات ابن تيمية - وهي كثيرة حقيقة - ونحتاج
إلى مقدمة بسيطة قبل عرض كلام ابن تيمية والرد عليه , وبيان سقيم فهمه وجهله
بالعقليات وأن " ابن تيمية والعقليات ضدان لا يجتمعان " !
العقل هو أساس الدين , لأن الدين يخاطب العقلاء ولا يخاطب المجانين , فعندما
تريد أن تثبت لشخص بأن الشمس موجودة تحتاج أولا لأن ترى هل هذا الإنسان
مبصر أو لا ! , لأنه إذا كان أعمى فلن تستطيع أن تقنعه بوجود الشمس !
وحتى الدين الإسلامي لم يطبق أحكامه على المجنون , بل طبقها وقال بأنها
مهمة المكلف العاقل وفي بعضها يتطرق للعاقل المميز .
فالإنسان المسلم عرف الإسلام وأحكامه وتعاليمه
وأعرافه لأنه عاقل ولم يعرفها لأنه مجنون !
أظن بأن الفكرة وصلت ... لذلك سأدخل في صلب الموضوع .
يقول ابن تيمية في كتابه در تعارض العقل والنقل
ج1 ص161 , مكتبة الرشد , الطبعة الأولى , ما نصه :
الأمور السمعية التي يقال إن العقل عارضها معلومة بالدين بالضرورة :-
أن يقال : الأمور السمعية التي يقال : ( إن العقل عارضها ) كإثبات الصفات والمعاد ونحو ذلك , هي مما علم بالاضطرار أن الرسول ( ص ) جاء بها , وما كان معلوما بالاضطرار من دين الإسلام امتنع أن يكون باطلاً , مع كون الرسول رسول الله حقاً , فمن قدح في ذلك وادعى أن الرسول لم يجيء به , كان قوله معلوم الفساد بالضرورة من دين الإسلام . (انتهى النقل )
أقول :
من الحماقة أن يدعي شخص بأن ما يتعارض مع العقل يكون فاسداً بالضرورة .
لأن مدار الأحكام التي يصدرها العقل هي القواعد العقلية
وليست الدينية , فالعقل مقدمة للنقل وبالعقل عرف النقل ,
فكيف يكون ما ليس بحجة دليلاً على بطلان ما هو حجة ؟!
فالعقل هو من حكم بالتواتر وأن التواتر حجة , فلولا العقل
وإثباته للتواتر وغيره لم يعلم الدين ولا قواعده ولم يعلم وجود الخالق .
مثلاً القرآن - الكريم - يحكم بوجود الله - تبارك وتعالى - ويحكم بالنبوة
والأسماء والصفات والمعاد وغيره من الأمور الدينية
ولكن من يحكم بحجية القرآن الكريم ؟!
التواتر هو الذي يحكم بأن القرآن كتاب كان لرسول اسمه
محمد ( ص ) وكان هذا الشخص نبي مرسل من عند خالق هذا الكون .
ومن يثبت التواتر ويثبت حجيته هو العقل , فيكون العقل
هو من أثبت حجية القرآن الكريم وأثبت حجية الأمور السمعية , التي هي
القواعد الدينية والأسس التي من خلالها نثبت الأمور
المتقدمة ( وجود الخالق و النبوة والأسماء والصفات والمعاد وغيرها ... إلخ )
فأصل إثبات الأمور السمعية هو العقل والعقليات وليس العكس !!
فابن تيمية لا يميز بالدال والمدلول عليه !
فالدال هو العقل والمدلول عليه هي الأمور السمعية .
هل هذا منطق يا شيخ إسلام أتباع " مذهب الطرمبة " في
رفض العقليات المعارضة للنقليات ( حسب زعمك ) ؟!
لا أقول إلا (( هناكم الله بهالشيخ الطرمبة إللي لايق على مذهبكم الطرمبة )) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق