الصورة مصممة بأوامر أخي ذو الـ7 سنوات
ان الانسان يمتلك ثلاث ملكات حسب تقرير علماء النفس الملكة التحليليّة والملكة الحرفيّة والملكة البيانيّة , الأولى دورها التأمل والتحليل الفكري والثانية تعنى بالجانب الحرفي الاصلاحي الفني , والأخيرة دورها البيان من حيث البلاغة والفصاحة الكلاميّة , فكل انسان موجودة فيه هذه الملكات الثلاث وهي تقوى وتضعف من فرد الى آخر ومنشأ هو نفس خلقة الانسان التفاوتيّة .
ربما لا أستطيع أن أعبر عن ما في صدري لما حدث للامام الحسين عليه السلام وليست لديّ قدرة بيانيّة في وصف ما جرى ولكن أستطيع أن أعيش بوجودي مأساة الحسين ولو من باب العلم بالشئ اجمالا , أستطيع أن أقول أن محور هذا الوجود هو الحسين , أستطيع أن أقول أني أعيش للحسين , أستطيع أن أقول أني من أتباع الحسين , أستطيع أن أقول أني أطبق نهج الامام الحسين , أستطيع أن أقول أني ألتزم بمبادئ الحسين , أستطيع أن أقول لبيّك يا حسين .
الكثير منا يحمل فكر ومبادئ الامام الحسين عليه السلام لكن لا يملك القدرة البيانيّة التي تخوّله الانطلاق في شرح هذه الأفكار والمبادئ والقيم الحسينيّة لا عيب ولا ضير في ذلك , انما الضير في عدم اظهار هذه المشاعر المكنونة في الصدر ولو بالقليل من الكلمات .
ان أصعب ما يواجه علماء النفس في دراسة الحالات النفسيّة هو عدم قدرة الفدر على التعبير عن مشاعره بشكل يوصل الفكرة ويشخص الحالة النفسيّة لكن عند الحديث عن الامام الحسين يكفي أن نقول هيهات منا الذلة , يكفي أن نقول السلام عليك يا أبا عبدالله , يكفي أن نقول يا حسين .
أتألم كثيرا عندما أقول يا حسين مدى ثلاث وعشرين عاما وأنا لم أزر الامام الحسين في كربلاء , أتألم حين أبكي ومالي لا أبكي على الشفاه الذابلات , ولم أتشرف في الوقوف أمام تلك القبة الشريفة لكني بنيت للحسين قبة في صدري أرنو لها كلما ازداد بي الشوق والتجأت لدموعي كي تطفأ نار الفراق .
هذه الدموع عبارة عن عاطفة رباني عليها والدي وارضعتني اياها أمي في اللبن , لكن العلماء لهم وقفة مع هذه العاطفة فمنهم من يقول أن العاطفة تحتاج الى قوّة عاقلة وعلم ينمي هذه العاطفة وآخرين يقولون أن العلم يجزي دون العاطفة وهذا نادر لكنّه يكون باتجاه معاكس وكردة فعل لما للناس من تفضيل العاطفة على العلم في كثير من الأحيان .
أما العرفاء فلهم وقفة أجمل وأكمل حيث يقولون أن عند الامام الحسين تتوقف الموازين بأسرها علميّة كانت أو كونيّة فالامام الحسين عليه السلام حالة نادرة في هذا الكون البديع .
الدمعة أو جزء منها على الامام الحسين تكفي لأن يكون لك دين عند أهل البيت عليهم السلام فلو كنت ما كنت , عاصيا , ناصبيا , جاحدا , ملحدا , كافرا , مشركا .. دمعتك على الامام الحسين عليه السلام تسجل على أنها دين وجب أن يوفى ويختلف وفاء الديّن في الدنيا أو الدين أو الآخرى وطوبى لمن وفيّ له في دينه .
الامام الحسين عليه السلام رحمة الله الواسعة وباب نجاة الأمة , هذه الرحمة تتعدى ما تتصوره الأذهان , يحكى أن أحد المراجع زار الامام الحسين عليه السلام وتشرف بذلك المقام الشريف فدخل الى الضريح أمسك به وأخذه يهزّه بقوّة ويقول " أقسم عليك يا أبا عبدالله أن لا تسامح قاتليك " .. !
نعم لا تقل لي مبالغة ولا تقل لي افراط وتفريط , الحسين بكى على من أراد أن يقتله ويدخل النار بسببه , عند الحسين يتوقف الوجود بأكمله وتبقى " الحاء و السين و الياء و النون " .
حقيقة لا أدر كيف بدأت وما كتبت وبماذا أختم فلم أرتب أفكاري ولم أنسق كلماتي وأردت أن أكتب , لمن لا يستطيع التعبير عن ما في صدره من حزن على سيد الشهداء , أقول له انت أكتب ما تشعر به فقط وعندها ينطلق القلم وتتسلسل الأفكار وتتوالى الكلمات لوصف حزنك وحبك للامام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق