الخميس، 23 ديسمبر 2010

مادة التربية الإسلامية

مادة التربية الإسلامية هي المادة الأكثر جدلاً في الفترات السابقة .

فالشيعة يقولون - وأنا واحد منهم - بأنها مادة أصبحت تدعو للتكفير ومادة مفرقة مع العلم بأنه من المفترض أن تكون أكثر مادة تلم شمل المجتمع الكويتي , ولكننني أرى بأن مادة التربية البدنية تأدي إلى تلاحم طلبة الكويت أكثر من مادة التربية الإسلامية , فالتربية البدنية تجمع كل أطياف المجتمع الكويتي ولا تفرق بين شيعي و سني , وتغرس الوازع الوطني أكثر من غيرها , فلم نسمع في يوم من الأيام أن هناك طالب في حصة التربية البدنية قال لمعلمه لن ألعب مع فلان لأنه شيعي ! , وكذلك لم نسمع طالب آخر يقول لن ألعب مع فلان لأنه سني !

ولكنها - أي مادة التربية البدنية - تجمع الجميع تحت سقف الأخلاق الرياضية مع العلم أن وظيفتها بدنية أكثر من كونها أخلاقية , بعكس التربية الإسلامية التي وظيفتها أخلاقية - شبه - بحته , حيث أنها تعلم الطالب الصدق والأمانة والشجاعة والعطف والرحمة واحترام الآخرين والبعد عن النميمة والزور والبهتان والكذب والخيانة وغيرها من الفحشاء والمنكر .

ولكننا نرى في منهج التربية الإسلامية إقصاء وازدراء لعقيدة عند فئة من فئات المجتمع الكويتي وتنص هذه المناهج على تكفير هذه الفئة , لماذا ؟!

لأن مجموعة من واضعين هذا المنهج يتبعون ضلالات وانحرافات ابن تيمية الحراني وقد نص كثير من علماء عصره والذين بعدهم على أن ما يقوله ابن تيمية عبارة عن ضلالات وجهالات ولا يجوز الإعتقاد بما يقوله .

ولكن دعونا نغض النظر - ولو من باب أن خداع أنفسنا - ونقول بأن المنهج الحالي سليم , وأن المنهج القديم هو منهج فاشل ولا يفيد الأمة العربية والإسلامية في شيء .

المنهج القديم - التي ليس فيها تكفير - أخرج لنا أجيال كثيرة وهذه الأجيال بدأت تأخذ وضعها الإجتماعي وتتغلغل في المجتمع بحكم طبيعة الحياة المدنية .

تعالوا نرى أي مستوى وصلنا له في واقعنا الحالي , نجد مثلاً التيار الإسلامي المتشدد مثل ثوابت الأمة وهم يمثلون السلفية العلمية التي تجوز - دون غيرها من التيارات الإسلامية - الخروج على الحاكم .

ما هو مستوى الحوار بين ثوابت الأمة والشيعة ؟
وعلى أي أساس يعمل هذا التوجه مع الشيعة ؟
هل هو أساس الأخوة والمحبة والمواطنة والحرية والمساواة ؟

أريد شخص واحد فقط - حتى لو كان يستعبط - يقول بأن الأساس في التعامل بين ثوابت الأمة والشيعة هو المحبة والأخوة و..إلخ .

بل الأساس هو الإقصاء والتكفير - الخفي أو الجلي - والتحريض والمهاجمة والتهميش ! , إن كانت المناهج القديمة التي لا تحتوي على تكفير أدت إلى ما نحن عليه من ضغينة وبغضاء , فماذا سيفعل المنهج الجديد بنا ؟!

وإلى أين سيوصلنا ؟!
وما الثمار التي سنجنيها من هذا المنهج النتن ؟!


اللهم بلغت , اللهم فاشهد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق