لا أدري من أين أبدأ ومن أين أختم؟
لا أدري هل أستطيع أن أكتب أم لا أستطيع , كل ما أعرفه هو أنني سأخط ما يجول في خاطري , سواء أعجب البعض أم لم يعجبه , وسواء دغدغ مشاعر البعض أو لم يدغدغ ! , أعيش غريباً في وطني ! , ضعت في هذا الوطن , أصبحت أنا الغريب فيه وأصبح أولاد التخلف والغباء هم أهل البلد وهم أصحابه وأنا الدخيل الطفيلي الذي يجب أن يحارب ويطرد من كيان هذا الجسد!
أصبحت (الدشداشة المخصرة) هي شعار المواطن الوطني وضرب الرجال الذين يدافعون عن أزواجهم ( وهي أبلغ من زوجاتهم حتى لا يخرج لي اعرابي ويقول بأنني لا أتقن العربية ) هي النخوة التي يريدها البعض , وهي الرجولة التي يجب أن تسود هذه الأرض! , أصبح الذي يحترم القانون هو (الفيروس) الذي ينخر في جسد وطني الحبيب , أصبح الذي يطبق القانون على نفسه ويبدأ بها أولاً هو الخارجي الذي لم يفهم النص الدستوري والقواعد القانونية ! , أصبحنا في غابة وما حياتنا إلا أن ننتظر الحيوان المفترس حتى يفترسنا ويقطع بأنيابه لحم ظهورنا! , أصبحنا في بلدٍ يباع لكل أفاك أثيم , ولكل عتل زنيم ! , نعيش بين براثن الغوغائية , ونسكن وسط طواحن الهمجية ! , إلى متى ونحن نصرخ ولا أحد يستمع لصرخاتنا؟!
كلما أرى بصيص أمل من نافذة صغيرة , أجد بعده ظلمات وظلمات ! , كلما أتمنى أمنية أرى من يغتالها ! , كلما أحلم حلماً جميلاً أرى كابوساً يفسده ! , فهل الحل بالهجرة من هذا الوطن , هجرةً بغير رجعة؟ , لا أدري؟!
لا أستطيع العيش في غير هذا الوطن! لا أحب العيش في غير هذا الوطن! فلست كويتي الهوية حتى أعيش حيث مرعاي! بل أنا كويتي الهوى لا أستطيع أن أتنفس إن خرجت من هذا الوطن , بلاد الله واسعة وخيره عم المعمورة , ولكن هذه الأرض أدين لها بالولاء ومهما عملت وفعلت وعشت وتغربت , فلن أجد وطناً كوطني , أحب ترابه وبحره , أحب ضوضائه وهدوءه , أحب كل ما فيه , ستبقى الدم الذي يجري في عروقي يا وطني .
أعيش جروحاً تثقل كاهلي , فمن جرح البلاء الذي أحمد الله عليه , وجرح الفساد الذي أدعو - الله - عليه , وجرح الماضي الذي أستغفر الله عليه , وجرح المستقبل الذي أستعين بالله عليه .
فهل ستنتهي جروحي ؟!
لا أدري!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق