الخميس، 12 يناير 2012

بالأمس كان عندنا معارضة واليوم عندنا مرتزقة!!!


المضحك في السياسة الكويتية أن السياسي لاعب حر يستطيع أن يغير مركزه دون أخذ رأي المدرب أو حتى توجيهات مساعد المدرب !, لأن هناك فريق واحد وعشرات - إن لم يكن مئات - المدربين لهذا الفريق , فيمكن - لهذا السياسي - وبكل بساطة أن يغير مركزه حسب ما يشتهي , لماذا؟
لأنك هناك مدرب يريد تطبيق القانون والدستور!
وهناك مدرب يريد عدم تطبيق القانون والدستور!
وهناك مدرب يريد تطبيق شريعة الغاب!
وهناك مدرب يريد مصالحة الشخصية!
وهناك مدرب يريد تطبيق مصالح المواطن!
وهناك مدرب يريد تطبيق قانونه الشخصي!
وهناك مدرب يريد أن يلعب لمجرد اللعب!
وهناك مدرب غير ما سبق!
والسياسي كلاعب يستطيع أثناء سير المباراة أن يغير مركزه دون أن يستشير أحد المدربين , لأنه إذا سئل لماذا غيرت مركزك , يرد بكل شجاعة - غير - أدبية وبلا أي حياء أنا طبقت الخطة ! , فيواجه بسؤال اعتيادي أي خطة ؟ , فيرد بكل صفاقة المدرب الفلاني يريد تطبيق هذه الخطة وأنا بما أني لاعب - سياسي - حر أستطيع أن أمارس قناعاتي أثناء سير المباراة , فأنا الموجود بالملعب وليس المدرب!
ولدي الحق - كسياسي - أن أطبق ما أريد وأطالب بما أريد وفق الدستور , وإن كنت أريد أن أحرق الكويت بما فيها فهذا حق كفله الدستور وليس لأحد الحق في أن ينتقدني أو يوجه لي أي اتهام أو اعتراض أو حتى يفكر في الاستهجان أو الاستنكار أو الشجب! وهذا ما يبرع فيه كل العرب من حكام وشعوب!
نعود للمعارضة , والتي كانت بالأمس تستطيع أن تهز الكونجرس الأمريكي ( بجلالة قدره ) ! , وفيها من المفوهين والمتحضرين والوطنيين وكل قلبوبهم على الكويت ويستطيع أن يجعل رئيس وزراء كالشيخ سعد يحتار في هذه المعارضة ولا يجد حلاً لها إلا أن يغلق مجلس الأمة بلا عودة!
معارضة تحمل قضية وفكر ومنهج وأسس ومباديء وفي ذلك الوقت كان العراب مجرد مرتزق يرقص في أي محفل ويتمايل مع كل لحن , ولا يستطيع أن ينطق ببنت شفه , فقد كان الدمية المركونة على الرف مع وجود الخطيب والمنيس والربعي والنيباري وأحمد الديين وغيرهم , فعندما يتكلم الخطيب تجد خطيباً مفوهاً يتكلم ليسحر المجلس بمن فيه ويأسر عقول مخالفيه قبل مؤيديه ويحاكي منطق الطبقة الواعية التي تتفجر بالطاقات , كانت المعارضة رمز للبلد ودرعاً له و وقفت ضد تحويل الكويت إلى ثدي البقرة الحلوب التي يجب أن تشبع كل بعثي موجود في نظام صدام اللعين!
وكل كويتي يعلم من هو صدام وما هي كمية الوحشية والهمجية والغوغائية التي كانت تمتلكها هذه الشخصية وكيف أنها لا تتورع عن أي شيء للوصول إلى ما تريد , وكانت القوة الموجودة عند النظام الصدامي تستطيع أن تسحق ألف درع من ما يسمى بدرع الجزيرة وتستطيع أن تسحق ما يسمى دول مجلس التعاون بمدة قياسية ولم يكن درع الجزيرة ليفعل شيء سوى ( الطماشة )! , فجيش البعث الصدامي الهمجي احتاج إلى عشرات الدول حتى تقضي عليه وتطهر ارضنا من رجسه! , هذا هو الجبروت الصدامي وهذه هي المعارضة التي كان يحترمها الشعب الكويتي لأنها رغم معرفتها بالعدو وقوته وطموحه وقفت بوجه مطامعه ولم تهب ذلك وجعلت مجلس الأمة هو السد المنيع أمام مطامع هذا الطاغية وأمام جعل الكويت البقرة التي تدر بدل الحليب نفطاً عليه وعلى نظامه المقبور!
أما معارضة اليوم أو ما يسمى بالمعارضة اليوم , لأنه من المعيب أن نقارن ما فعله رجال الأمس بما يفعله أشباه الرجال من غوغائيين وهمجيين اليوم , وقد أعلنها مهرج - ما يسمى - معارضة اليوم , يجب أن تنضم الكويت تحت السعودية !!!!
معارضة الأمس كانت تقابل صدام في عرشه ومعارضة اليوم تنزل لضب في جحره , معارضة الأمس ليست مستعدة لأن تهدي نفط الكويت للطاغية بجبروته ومعارضة اليوم مستعدة أن تهدي الكويت برمتها إلى دويلات  لم تستطع - لوحدها - أن تحررنا عن غزو صدامي لعين! , دويلات بعضها فتح النار على شعبه لأنه تمنى أن يصبح مثل الكويت وبمثل ما تملك! , دويلات جعلت الخمور علنية حتى يأتيها أتباع ما يسمى خادم العتبات المقدسة ويشربوا ويسكروا ويرقصوا ويزنوا ويعربدوا سراً وعلانيةً , دويلات لا تستحق أن تسمى دويلات حتى!
نعود للمعارضة , لم أسمع يوماً أن المنيس طالب برحيل رئيس الوزراء واقتحم مجلس الأمة , ولم أسمع أن الخطيب أراد الإصلاح فصرح لقنوات دول أخرى تتربص بالكويت , ولم أسمع الربعي أراد أن يستجوب وزير وقد خرق الأمانة المصرفية!
ولم أرى النيباري وهو يريد أن يفضح سرقة للمال العام , فقام وطالب بانضمام الكويت إلى دول متخلفة عنا ديموقراطياً!

هذه شواهد مختصرة عن معارضة الأمس وما يسمى معارضة اليوم أو بمعنى ولفظ أدق وأصح معارضة الأمس ومرتزقة اليوم!!!

والسلام ختام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق