منذ عام 2006 والكويت تشتكي من حالة احتقان سياسي وليس الأمر بجديد لكن قواعد اللعبة السياسيّة تغيّرت بشكل جذري , سابقا قواعد اللعبة السياسية كانت تعتمد على أوامر الأمير المباشرة سواء كانت مقبولة أو لا , وأعني بالقبول ليس قبولها من الشارع أو الساسة بل من حيث أنها مقبولة مقارنة بما يسمح به العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم - الدستور - .
حاليا وبعد تولي سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح الحكم ومن عام 2006 صارت اللعبة السياسية تعتمد على - الدستور - وكيفيّة تحقيق الأوامر الأميرية بواسطته لا بواسطة غيره فللأمير صلاحيات مطلقة في هذه الوثيقة كـ أحقيّته في تعديل الدستور أحقية مطلقة غير قابلة للنقاش فلو اجتمع كل شعب الكويت على أن يغيروا الدستور فلن يحدث هذا الا بموافقة مباشرة من الأمير .
كما للأمير أن يحلّ البرلمان متى ما شاء مع توافر عناصر الحل التي هي بيده أيضا ! , فالكويت بكل بساطة نظام دكتاتوري ان صح التعبيرة مغلّف بديموقراطيّة أو بعبارة أدق الكويت دولة ديموقراطيّة ذات طابع سلطوي فما تريده السلطة يمر وما لا تريده لن يتحقق فليس لأحد أن يطلب من السلطة - وبالمناسبة هي تعريف مرادف للأمير والحاكم - أن تحقق شئ يخالف رغباتها .
خيوط اللعبة السياسيّة تعتمد وبشكل أساسي على ( الاعلام ) وهذا الفارق الأساسي في حالة الاستياء الشعبي المتزايدة عن السابق , ففي السابق كان الاعلام كلّه بيده السلطة فما تريده ينشر وكل صوت معارض يمنع من النشر فلجأ الساسة الى التعبير عن حالة الاستياء بالتلميحات والتصريحات التي تحمل أكثر من معنى - حمالة أوجه - , أما الآن فالاعلام أيضا بيد السلطة لكن الصوت المعارض مقنن .
بل وحتى الصوت المعارض الغير مقنن يعرض على وسائل الاعلام الغير رسميّة أو وسائل الاعلام الفردي الذي صار معادلة فرضت نفسها على الواقع الاعلامي في البلاد , ومع هذا كلّه حتى لو صار صوت المعارضة بلا سقف يبقى صوتا ! , فالسلطة تعي جيدا أن الصوت وحده غير كافي لتحقيق المطالبات لأننا كما أسلفنا أن اللعبة السياسيّة تعتمد على الدستور الذي يعطي صلاحيات مطلقة للأمير .
ببساطة نحن نعيش حالة من البساطة بل الضحالة في الفكر السياسي عند تحليل الواقع كون المتعمّق في هذا المجال أيضا كلامه قابل للنقاش فالسياسة تعتمد وبشكل أساسي على ( التضليل ) وهو أمر يستحيل أن لا يستخدمه سياسي - الآن تقول عن التضليل مواراة بالمصطلح الشرعي - لا يهم بالنهاية هو تضليل وغايته أن يصير للموضوع أكثر من وجه لتفسيره !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق